د يبدو العنوان غريباً ! فهل يمكن للطفل ان يصاب بتخلخل العظام ايضاً؟ نعم يمكن و أكثر حالات تخلخل العظام عند الأطفال تشاهد ما بين عمر 8 الى 14 سنة و قد يحدث أحياناً في أعمار أبكر من ذلك رغم عدم وجود معايير دقيقة حتى الآن لتعريف تخلخل العظام عند الاطفال من قبل منظمة الصحة العالمية.
ما هو الفرق ما بين تخلخل العظام أو هشاشة العظام osteoporosis و لين العظام osteomalacia ؟
تخلخل العظام هو نقص كتلة العظم , و الحالة الكلاسيكية لذلك هو تخلخل العظام عند النساء بعد سن اليأس الناجم عن نقص الهرمونات الأنثوية (الاستروجين) , أما تلين أو لين العظام فهو نقص تمعدن العظم بالكالسيوم , دون نقص في كتلته و أهم مثال عليه هو عوز الفيتامين د عند الأطفال أو ما يسمى بالخرع ( اضغط هنا لمعرفة المزيد حول لين العظام أو الخرع-الكساح- نقص الفيتامين د عند الاطفال ). و المعلومات الواردة هنا تخص الشكل الأول أي تخلخل العظم.
معلومات عامة :
العظم عضو حي في الجسم , و هو في حالة تغير مستمر ,و حتى و أنت تقرأ هذه السطور فإن عظامك تقوم باستبدال خلاياها القديمة بخلايا جديدة حية , و الوظيفة الرئيسية للعظام في الجسم هي دعم الجسم و مساعدته على القيام بوظائفه , و حماية الأعضاء النبيلة فيه من الصدمات كالدماغ و القلب و الرئتين ..., و من الوظائف الهامة للعظام في الجسم هي تأمين الدم من خلال توليد عناصر الدم في نقي العظام , و أخيراً فالعظام هي مخزون الجسم من المعادن و خاصة الكالسيوم و الفوسفور فحوالي 99 % من كالسيوم الجسم موجود في العظام و تتميز مرحلة الطفولة بتحولات مستمرة في بنية و نمو العظام و هي المرحلة الأهم في الوقاية من حدوث تخلخل العظام.
ما هو تخلخل العظام و كيف يحدث ؟
يمكن شرح تخلخل العظام بأنه مرض يتميز بحدوث هشاشة و ضعف في العظم نتيجة نقص كثافته و عدم تجدده , مما يؤهب لحدوث الكسور , فمع نمو الطفل خاصة خلال مرحلة المراهقة و هبة النمو التي تحدث بفعل الهرمونات في جسم المراهق , و يبلغ العظم ذروة كتلته في نهاية العقد الأول من الحياة أي ما بين عمر 18 الى 22 سنة و بعد ذلك لن تزداد هذه الكتلة مدى الحياة و من هنا تأتي أهمية النمو السليم للطفل و أهمية تغذيته منذ صغره من حيث منع العوامل المؤهبة لتخلخل العظم و يسمى تخلخل العظم بالداء الصامت عند المراهق لأنه يستوطن العظم خلسة و قد لا يكشف إلا بعد 20 الى 40 عاماً بحدوث كسر ما في الجسم ! و الصورة المدرجة الى الأيسر تبين العظم الطبيعي الى اليسار مقارنة مع العظم المصاب بالتخلخل الى اليمين.
ما هي العوامل المؤهبة لحدوث تخلخل العظام عند الطفل و المراهق ؟
يمكن لوجود عامل واحد أو أكثر أن يؤهب و يسرع في حدوث تخلخل العظام عند الطفل و المراهق :
التهاب المفاصل الرثواني (روماتيزم المفاصل )
الداء السكري
أمراض سوء الامتصاص
تناول بعض الأدوية مثل : الكورتيزون و مضادات الاختلاج و كابتات المناعة
متلازمة كوشينغ
أمراض الكلية المزمنة
نقص تناول الفيتامين د أو الكالسيوم
حالات نقص و انعدام الحركة (الأطفال الملازمين للفراش : كما في مرضى الشلل الدماغي ..)
القمه العصبي
بيلة الهيموسيستسين
فرط نشاط الدرق
فرط نشاط جارات الدرق
كثرة تناول الكافئين و الكولا
الـ osteogenesis imperfecta
من الجدير بالذكر معرفة العوامل المؤهبة لتخلخل العظام عند الكبار و هي : نقص تناول الكالسيوم و الفيتامين د , نقص الحركة , تناول الكحول , التدخين , سن اليأس المبكر , كثرة تناول الكافئين , البنية النحيلة القصيرة , تناول الكورتيزون لفترة طويلة , و وجود قصة عائلية للمرض في الأسرة.
ما هي أشكال تخلخل العظام عند الاطفال والمراهقين ؟
الشكل الأكثر مشاهدة هو الشكل الثانوي أي الناجم عن وجود مرض سابق لدى الطفل كالأمراض المذكورة سابقاً , و الشكل الأكثر ندرةً هو الشكل الأساسي المجهول السبب , و هناك شكل خاص هو المرافق لحالة الـ osteogenesis imperfecta و تتميز هذه الحالة الأخيرة بأنها وراثية و قد يحدث فيها كسور حتى عند الجنين في داخل الرحم و لها أربعة أنواع تختلف في شدتها و تتميز بحدوث خلل في تكون كولاجين العظام مما يسبب هشاشتها و تترافق أكثر الحالات مع وجود لون أزرق في صلبة العين و كسور متكررة و نقص سمع.
كيف يتظاهر تخلخل العظام عند الاطفال و ما هي أعراضه ؟
قد يبقى المرض صامتاً لسنوات طويلة و يكتشف بعد ذلك بحدوث كسر واحد أو كسور متكررة و يؤكد بدراسة كثافة العظم , و في الشكل مجهول السبب يمكن أن يشكو الطفل من آلام في الطرفين السفليين و الظهر و الورك و القدمين و أحيانا يترافق مع الحدب و غؤور الصدر.
كيف يتم تشخيص المرض ؟
قد لا يفكر الأهل و حتى الطبيب بالمرض إلا بعد حدوث الكسور ! و عندها يقوم الطبيب بأخذ قصة دقيقة للطفل أو المراهق , و يجري صور شعاعية للعظام , و اختبارات لقياس مستوى الكالسيوم و الفيتامين د في الدم و يؤكد التشخيص بقياس كثافة العظم بواسطة جهاز خاص DEXA scan, و تحدد منظمة الصحة العالمية وجود تخلخل العظام عند الكبار بوجود رقم كثافة أقل من 2,5 , و أما عند الاطفال فلا يوجد رقم محدد لذلك حتى الآن!
المعالجة :
يعتمد نمط المعالجة على عمر الطفل , الحالة المرضية المؤهبة لتخلخل العظام إن وجدت , شدة المرض , و مدى تقبل الطفل و الأهل للعلاج , و يمكن التقليل من عقابيل المرض بالتشخيص و العلاج المبكرين , ففي التخلخل الثانوي يجب التركيز على علاج المرض المؤهب و حذف العوامل المسرعة في فقد كتلة العظم , يضاف الى ذلك ما يلي :
مساعدة الطفل على الحفاظ على وزن مثالي
تشجيع الطفل على المشي و الرياضات التي تحمل وزن الجسم
عدم تناول الكثير من الكولا و الكافئين
تناول كميات كافية من الفيتامين د و الكالسيوم
هناك دراسات عديدة مشجعة حول فائدة دواء الـ بيفوسفونات في العلاج
الوقاية خير علاج :
و ذلك بالإصرار على ممارسة الرياضة و تناول الكميات اللازمة من الكالسيوم و الفيتامين د : فالحد الأدنى من الفيتامين د اليومي هو 400 وحدة دولية و قد يلزم الطفل أكثر من ذلك إذا لم يتعرض لأشعة الشمس , و الكميات اللازمة من الكالسيوم حسب العمر هي كما يلي بالملغ في اليوم :
من 1 الى 3 سنوات : 500 ملغ
من 4 الى 8 سنوات : 800 ملغ
من 9 الى 18 سنة : 1300 ملغ
من 19 الى 50 سنة : 1000 ملغ
عند الحوامل : 1300 ملغ
الدكتور رضوان غزال