بَآقي موآجعْ ’يآ / .. موآجعْ ’ !
في قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ،كانت الفضائل والرذائل
تطوف العالم معاً ،وتشعر بالملل الشديد
ذات يوم ،وكحل لمشكلة الملل المستعصية ؟؟
اقترح ( الإبداع ) لعبة !
وأسموها < الاستغماية > أو الطميمة ؟
أحب الجميع الفكرة
وصرخ ( الجنون ) : أنا أريد أن أبدأ ...... أريد أن أبدأ
أنا من سيُغمِضُ عينيه .... ويبدأ العّد ....
وأنتم عليكم مباشرةً الاختفاء
ثم اتكأ بمرفقيه على شجرة ... وبدأ
1234............إلخ
وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء
وجدت ( الرقة ) مكاناً لنفسها فوق القمر
وأخفت ( الخيانة ) نفسها في كومة زبالة
اختبأ ( الولع ) بين الغيوم
ومضى ( الشوق ) إلى باطن الأرض
( الكذب ) قال بصوت عالٍ ،سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم توجه
لقعر البحيرة
واستمر ( الجنون ) تسعة وسبعون .. ثمانون .. واحد وثمانون
خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تَخَفيّها ... ما عدا ( الحب )
كعادته لم يكن صاحب قرار ،وبالتالي لم يقرر أن يختفي
وهذا غير مفاجئ لأحد
فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب
تابع ( الجنون ) خمسة وتسعون ،سبعة وتسعون .....
وعندما وصل ( الجنون ) في تعداده إلى < مائة >
قفز ( الحب ) وسط أجمة من الورد ،واختفى بداخلها
فتح ( الجنون ) عينيه ،وبدأ البحث صائحاً ؟
أنا آتٍ إليكم .. أنا آتٍ إليكم
كان ( الكسل ) أول من وُجِدْ ،لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه
ثم ظهرت ( الرقة ) المختفية في القمر
وبعدها خرج ( الكذب ) من قاع البحيرة مقطوع النفس
وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض
وجدهم ( الجنون ) جميعاً واحداً بعد الآخر ،ماعدا الحب
كاد يصاب بالإحباط ،واليأس ،في بحثه عن الحب
حين اقترب منه ( الحسد ) وهمس في أذنه ،الحب مختفٍ في شجرة الورد
التقط ( الجنون ) شوكة خشبية أشبه بالرمح ،وبدأ في طعن
شجيرة الورد بشكل طائش ،ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بُكاء
يمزق القلوب ،ظهر ( الحب ) وهو يحجب عينيه بيديه
والدم يقطر من بين أصابعه
صاح ( الجنون ) نادماً ، < ياإلاهي > ماذا فعلت :
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي ،بعد أن أفقدتُك البصر ؟
أجاب ( الحب ) لن تستطيع إعادة النظر لي
لكن لا زال هناك ما تستطيع فعله لأجلي ؟
كُن دليلي ؟!
وهذا ما حصل من يومها ،يمضي ( الحب الأعمى ) يقوده ( الجنون )
- أخيراً : الحب جحيم يُطاق ،والحياة بدون حب نعيم لا يُطاق
هنالك أناس يضيعون في سبيل الحب عقولهم ،وهناك أخرون
يضيعون في سبيل العقل حبهم
رآقت لي كثيراَ .. فأحببت ان تشاركوني قراءتها
أهنئ كاتبها ..لديه خيآل جميل