اظنها عبارةً مناسبة ً على فم كل صومالي يتعدى حدود وطنه إلى اقرب دولة مجاورة , أو جملة صارخة في وجدان كل مولود بعد سنة الثمانين الميلاديه من القرن الماضي , حين يكتشف أنه بلا حدود واضحة ولاهوية ولا جواز سفر يعبر به إلى الآخر بسلام .
إننا كشعب صومالي نعيش أزمة هوية واضحة من الشمال إلى الجنوب , حتى لو تسترنا بأعلام كثيرة وحدود هلامية داخل الوطن الهزيل , يقف على جانبيها جنديان هزيلان يبحث كل منهما عن قات يومه قبل قوت عياله .
من المخجل أن يدفع جيلنا والجيل الذي يليه فاتورة حرب أهلية لم يكونوا طرفاً فيها , أن يدافعوا عن حدود الهزيمة التاريخية
وأن يمثلهم رجال لايفكون الخط ولايحسنون تحدث لغة أخرى غير تلك التي فطرها الله عليهم .
أعلم أننا مارسنا جلد الذات حتى ملت جلودنا من ظهورنا , لكن السؤال الذي يهمني الآن :
مع كل الثورات التي تجتاح العالم , ماهو واجب الوقت على الشاب والشابة الصومالية اينما كانوا على هذا الكون ؟
ساحاول الإجابة قدر الإمكان بعيداً عن محسنات اللغة ومجازات التعبير بوضع نقاط نستطيع نقاشها والتفكير بها وتطويرها ما أمهلنا العمر القصير .
بعيداً عن الشكوك والبكائيات ونظرية المؤامرة وثقافية المظلومية من نسيان العرب وجحود الأفارقة لقضية شعب كامل أنهكته الحروب الأهليه دون أن يلتفت إليه أحد .
ولن أرتكب خطأ دائما بوضع اللوم على المانحين من الاتحاد الأوربي والإيقاد وجامعة الدول العربيه والبنك الدولي ومنظمة مؤتمر العالم الإسلامي , بل سأتجه مباشرة لأقرب طريق بين نقطتين , سنركز على دور الفرد الصومالي الذي هو أنا وأنت
هو وهي , نحن جميعاً بملامحنا المتشابهة في كل المطارات ومواقف القطارات وطوابير الهجرة في كل دول العالم .
1- التوقف التام عن دعم نظرية المؤامرة والقوى الاستعمارية الكبرى تجاه الصومال الكبير , وأنها اساس كل مشاكلنا ,
كل الذي فعله الاستعمار هو أنه حال بين الشعوب وإرادتها , فمتى ما أرادت الشعوب وقف العدو عاجزاً عن التدخل في شؤونها الداخلية , المثال واضح في مصر مابعد الثورة , نظرية المؤامرة تورث العجز والخوف غير المبرر من فعل اي شيء ايجابي , هي منافية لكمال التوكل وسنة التدافع , وتتضخم مع الأيام لنكتشف بعد حين أنها كانت حالة ذهنية محضه .
2- الاعتزاز بالهوية والاسم والجغرافيا والتاريخ الصومالي , مهما شتتنا المنافي وباعدتنا الحدود فإننا نبقى بنفس الملامح واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد المشتركه , لايعني كونك أمريكياً أنك نسيت الصومال , فالصومال أقدم تاريخاً من أمريكا بالنسبة لي , كنا نحارب البرتغاليين قبل أن يطأوا أرض العم سام , حصولك على الجنسية السعودية لن يغير ملامحك واسمك , ركوبك الخطوط البريطانية لن يعفيك من ألم مشاهدة طفلاً تيبس من العطش هذا الصيف وسط الصومال , الصومالية هوية كاملة لاتتجزأ , إما أن تقبل بها كلها او انك ستعيش مشوهاً مسخاً لايحسن مشية الارض التي تقيم فيها وتكون أضعت وقفة الرجل الصومالي النبيل .. لن تحترم ذاتك ولن يستطيع أحد النظر إليك كنصف مواطن في بلد جديد .
3- ابحث عن عمل تحبه ويوفر لك دخلاً جيداً اينما كنت , أحسن تعلم صنعتك , احتراماً لنفسك ونيةً منك في نقل ماتحسنه من محيط عملك إلى فضاء وطنك ولو بعد حين , ولكي تعزز استقلاليتك , الاستقلال المادي هو رأس حرية الفرد والتغيير في كل بلدان العالم .
4- تعريف أبناء جيلك في المهجر أو الوطن بالأعلام الناجحين من أصول صوماليه , لسنا بحاجة ألى مآسي جديده وقصص معاناة أكثر من تلك التي نسمع ونشاهد منذ سنة التسعين , نحن بحاجة إلى ملهمين حقيقين لأن أرواحنا مسكونة بالخوف والجوع والخجل من وطن أضاعه رجال بجهلهم كان أجمل منهم على أية حال .
تذكرون جميعاً شعور الفخر الذي اعترانا عندما لوح كنعان بعلمنا الشامخ لثوان معدودات في اكبر تظاهرة عالميه